الخميس، 17 نوفمبر 2016

تجربة مليغرام

مليغرام دراسة سيئة السمعة، وهي من اكثر التجارب المعروفة في علم النفس. ستانلي مليغرام أراد ان يختبر طاعة السلطة وهو طبيب نفسي في جامعة بيل. تم جمع المشاركين وتم أخبارهم ان الدراسة حول الذاكرة والتعليم، وسيتم اجراء قرعة ليتم اختيار الدور في التجربة (معلم أو متعلم)، لكن تم خداعهم عن طريق قرعة وهمية واعطوا كل المشاركين دور المعلم واخذ دور المتعلم مجموعة من الممثلين، من ثم فصل كل من المعلم والمتعلم في غرف منفصلة حيث يمكنهم سماع بعضهم فقط. يقدم المشرف بعض الكلمات للمعلم لكي يلقيها على المتعلم من ثم يقرأ له بعض الاحتمالات، اذا كانت الاجابة غير صحيحة يقوم يتوجيه صعقة كهربائية تزداد قوتها كلما كانت الإجابة خاطئة. المشاركون يعتقدون انهم يوجهوا صعقات حقيقية و لكن في الواقع الصرخات كانت تصدر من خلال جهاز، من ثم يقوم المتعلم بالضرب على الحائط ويرجوه ان يتوقف. العديد من المعلمين لم يتحملوا وطلبوا ايقاف التجربة، لكن تم تشجيع الكثير وتم أمرهم ان يكملوا التجربة، كان يقال لهم :”الرجاء الاستمرار في التجربة”، “التجربة تتطلب منك ان تستمر”، “من الضروري ان تستمر”، وأخيراً “لا يوجد امامك خيار آخر، يجب ان تستمر”. اذا كان المعلم لا يزال يرغب في وقف التجربة بعد تلك الأوامر الأربعة يتم إيقاف التجربة.
فقط 14 من أصل 40 أوقف التجربة قبل ان يتم توجيه صدمة 450 فولت، ولا يوجد اي معلم أصر على ايقاف الصدمات قبل 300 فولت. كشف الاختبار عن سهولة انقياد الانسان لفعل الشر لو طلب منه صاحب القوة ذلك.

تجارب تعابير الوجه

في عام 1924 أجرت خريجة علم النفس كارني لانديس تجربة على تعبيرات الوجه لتحديد ما إذا كانت هناك تعبيرات شائعة لبعض العواطف. رسم على وجوه المتطوعين الذين كان معظمهم من الطلاب خطوطاً سوداء حتى يتمكن من تتبع حركات العضلات عند التعرض للمؤثرات. قدمت كارني للمتطوعين بعض المشاهد من المواد الإباحية، و وضعت أيديهم في دلو من الضفادع من ثم وضعت أمامهم فئران حية وأمرتهم بقطع رأس تلك الفئران . ثلث المتطوعين كانوا يطيعون الطلب أما الذين يرفضون ذلك فقد كانت لاديس تقوم بذلك عوضاُ عنهم في محاولة منها لإثارة عواطفهم .الدراسة فشلت ولم تحصل على اي استنتاجات مهمة حول تعابير الوجه.

Well Of Despair

الهاجس الذي استحوذ عالم النفس هاري هالو هو مفهوم الحب. لكن بدلاً من كتابة بعض قصائد أو أغاني الحب فضل المرضى والتجارب الملتوية على القرود خلال فترة السبعينات. في إحدى التجارب التي كان يقوم بها حاول حبس القرود في عزلة تامة في جهاز اسماه “well of despair” مما ادى الى جنون البعض، وتجويع أنفسهم حتى الموت. تجاهل هالو الانتقادات الموجهة اليه من قبل زملائه، وقال ساخراً “كيف يمكنكم ان تحبوا القرود؟؟” ، وكانت تلك المعاملة المرعبة لإجراء التجارب السبب وراء تطور حركة حقوق الحيوان التي أنهت لاحقاً القيام بمثل تلك التجارب على الحيوانات.

تأثير المخدرات

من المعروف أن التجارب على الحيوانات بمكن ان تكون مفيدة بشكل كبير  لفهم الإنسان و لتطوير بعض الأدوية التي تكون منقذة لحياته لاحقاً ، هذا لايمنع من وجود بعض التجارب غير الأخلاقية. من بين هذه التجارب تجربة مخدرات القرد في عام 1969. في تلك التجربة تم تدريب مجموعة كبيرة من القرود على حقن انفسهم بمجموعة متنوعة من المخدرات منها المورفين، و الكودايين، و الكوكائين، والأمفيتامينات . وبمجرد ان تصبح القرود قادرة على حقن انفسها ذاتياً يتم تركهم مع الأجهزة الخاصة للحقن، و كميات كبيرة من المخدرات. كما هو متوقع القرود انزعجت جداً وحاول البعض جاهداً الفرار من هذا المكان ومنهم كسر اذرعه، وبعض القرود التي كانت تتناول الكوكائين عانت من تشنجات وأحياناُ كانت تمزق أصابعها، والقرود التي تناولت الأمفيتامينات قامت بتمزيق الفراء من ذراعيها وبطنها، وبجانب كل تلك المعاناة كانت تموت بعد اسبوعبن. الهدف من تلك التجربة كان فهم آثار الإدمان وتعاطي المخدرات.

طوني لامادريد

في هذه التجربة طلب من بعض مرضى الفصام  الذين كانوا يخضعون للعلاج أن يلتحقوا للدراسة في جامعة كاليفورنيا، حيث طلب منهم التوقف عن تناول أدويتهم. كان الهدف من الدراسة اعطاء بعض المعلومات التي من شأنها أن تسمح للأطباء معالجة الفصام بشكل افضل. بدأ العمل على الدراسة في عام 1983 ، لكن الأمور لم تسر حسب الخطة، و أفسدت الدراسة حياة العديد من الأشخاص حيث أن 90 بالمئة منهم أصابه نوبات من المرض العقلي. أحد المشاركين كان يدعى Tony LaMadrid قفز من السطح لينهي حياته بعد ست سنوات من التحاقه من هذه الدراسة. تم انهاء التجربة التي حملت اسمه في اليوم التالي.

MK-ULTRA


العديد من التجارب غير الأخلاقية أجريت في وكالة المخابرات المركزية في السيطرة على العقل و علم النفس تحت مايسمى مشروع MK-ULTRA خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي. تيودور كاتشينسكي المعروف أيضاً باسم Unabomber، يقال انه وضع تحت تجربة من تجارب وكالة الاستخبارات المركزية ، والتي ساهمت في عدم استقراره العقلي، وفي قضية أخرى يقال ان فرانك أولسون خبير الأسلحة البيولوجية أخبر العالم ان كاتشينسكي انتحر و رمى نفسه من نافذة غرفة في الطابق الثالث عشر على الرغم من وجود أدلة قوية تشير الى انه قُتل. هذه حالة من العديد من الحالات الأخرى التي عانى منها اشخاص واصابهم اضطرابات نقسيه بعد خضوعهم لتجارب قاممت وكالة الاستخبارات.

فيل تحت عقار الهلوسة

في عام 1962 وارن توماس مدير حديقة حيوان لينكولن بارك في أوكلاهوما سيتي في الولايات المتحدة حقن فيل اسمه Tusko ما يقارب من 3000 جرعة من عقار الهلوسة LSD . كان يريد من خلال تلك العملية ان يضع بصمته في المجتمع العلمي من خلال تحديد ما إذا كان هذا العقار يمكن أن يحفز على النزعة العدوانية، ومستويات الهرمون العالية التي تعاني منها الفيلة الذكور بشكل دوري. الفيل المسكين توفي على الفور بعد الانهيار والدخول في التشنجات، وكانت المساهمة الوحيدة التي قدمها توماس هي خلق كارثة في العلاقات العامة بين الحديقة و الحكومة.

ألبرت الصغير

جون واطسون هو أب المدرسة السلوكية، وهو عالم النفس الذي كان يستخدم الأيتام في تجاربه . اراد واطسون في هذه التجربة اختبار فكرة فيما إذا كان الخوف فطري أو استجابة شرطية . اختار واطسون من المستشفى طفل رضيع يبلغ من العمر 9 أشهر أطلق عليه أسم ألبرت الصغير ، وتعرض خلال فترة مدتها شهرين الى العديد من المشاهد، حيث وضع امامه أرنب ابيض، فأر أبيض، قرد، بعض الأقنعة، قطن، صوف، صحف تحترق، لكن دون اي نوع من التكييف. ثم بدأت التجربة عندما وضع البرت على فراش في منتصف الغرفة، و وضع بالقرب منه فأر مختبر أبيض، و سمح له باللعب مع هذا الفأر، عند هذه المرحلة لم يظهر الطفل اي خوف. من ثم صنع واطسون صوت عالي جداً من خلف البرت من خلال ضرب لوح صلب بمطرقة عندما يلمس البرت الفأر، وبسبب ذلك أظهر البرت الخوف عندما سمع الضوضاء والصوت العالي المرعب، وبعد اعادة تلك الحركة عدة مرات اصبح البرت حزين جداً عندما يتم عرض الفأر، حيث ان مشاهدة الفأر اصبحت تذكره بالضوضاء العالية، و أصبح بعدها يخاف من أي شيء ناعم أو لونه أبيض.
لم يتخلص الطفل من حساسية الخوف حتى بعد مغادرة المشفى.

تجربة سجن ستانفورد

في عام 1971 عالم النفس الاجتماعي فيليب زيمباردو قاد تجربة لدراسة سلوك الأفراد والتحقق من الطرق التي تسمح للناس ان تتفق مع الأدوار الاجتماعية. استعان لذلك بمجموعة من طلاب الجامعات للمشاركة في تجربة لمدة اسبوعين يعيشون خلالها كسجناء وحراس في سجن وهمي . في اليوم الثاني من التجربة قام الطلاب الذين أخذوا دور السجناء بالتمرد و هذا أدى لرد فعل عنيف من قبل الحراس، و بشكل غير متوقع كانت النتائج مثيرة للقلق حيث تحول الحراس الى حراس ساديوون يعاملون السجناء بشراسة، مما اصاب السجناء بالاكتئاب والعجز، وفي بعض الاحيان حدث خلط في الأمور واندمجوا تماماً في الأدوار ، بعد ستة أيام اصبح الواقع في  السجن الوهمي خارج عن السيطرة تماماً مما أجبر زيمباردو لإنهاء التجربة قبل الوقت المحدد .

العلاج الايجابي/السلبي

هذه الدراسة أجريت في عام 1939 على 22 طفلاً يتيماً و 10 أطفال معهم التعتعة (التلعثم بالكلام). تم فصل الأطفال الى مجموعتين مجموعة يوجد فيها معالج كلام، و الذي أجرى علاج ايجابي من خلال مدح تقدم الأطفال والإشادة بهم عند التحدث بشكل صحيح، والمجموعة الثانية يوجد فيها معالج كلام كان يوبخ الأطفال على أي خطأ. أظهرت النتائج أن الأطفال الذين تلقوا ردود فعل سلبية تأثرت صحتهم النفسية بشكل كبير. ليس هذا فقط، بل تم الكشف لاحقاً أن بعض الأطفال لم يتأثروا أو يتقدموا اي خطوة من معالجة مشاكل النطق بعد التجربة، و تم تعويضهم في عام 2007، ومنح ستة منهم مبلغ حوالي مليون دولار بسبب الضرر العاطفي الذي أصابهم خلال الدراسة التي كانت مدتها ستة أشهر.

أربعة أطباء عظماء كانوا حجر أساس النهضة الطبية في العصور الوسطى

أربعة أطباء أنجبتهم الحضارة العربية الإسلامية، تألّقوا كالنجوم في سماء علم الطب، وتركوا أثراً خالداً وبصمةً لا تنسى في مسيرة هذا العلم، واستحقوا -بلا منازع- أن يكونوا أعظم أربعة أطباء في العصور الوسطى.
أبو بكر الرازي:

أبو بكر الرازي: AL – Razi (865 – 923م)

ربّما يكون أبو بكر الرازي هو أعظم الأطباء المسلمين على الإطلاق وأكثرهم شهرة. ولد في مدينة الريّ قرب طهران عاصمة إيران حالياً، وعاش أغلب حياته متنقلاً بين بغداد والريّ، نبغ في علم الطب في وقت مبكر من حياته وأظهر براعة كبيرة في تشخيص الأمراض المستعصية وتركيب الأدوية المناسبة لها، وسرعان ما عمّت شهرته الآفاق وقصده طلاب العلم من شتّى البقاع وأصبح مطلوباً في بلاط الملوك والأمراء.
لقد ترك الرازي أثراً كبيراً في تطوير الممارسة السريرية وخاصّة الشق التشخيصي منها، وإليه تُنسب مآثر طبيّة عديدة منها: تصنيع الخيوط الجراحية من أمعاء الحيوانات وهي خيوط قابلة للامتصاص من جسم الإنسان بعكس خيوط الحرير والنايلون غير المُمتصّة – تركيب عشرات الأدوية الجديدة من مواد نباتية وحيوانية ومعدنية واستخدامها في علاج مختلف الأمراض. وصنّع بنفسه أيضاً أنواعاً من المراهم والكريمات لعلاج الجروح الملتهبة والحروق الواسعة.
وترك لنا الرازي مئات الرسائل والكتب من أهمّها موسوعته الطبية الشهيرة المعروفة باسم ( الحاوي في الطب ) AL- Hawi or Comprehensive book on medicine، والذي ضمّ أكثر من 25 جزءاً جمع فيها خلاصة طب الحضارات القديمة وخاصة رسائل أبقراط المعروفة باسم Hippocratic corpus. وفي عام 1279 قام أحد العلماء العرب بترجمة كتاب الحاوي إلى اللغة اللاتينية وقدّمه كهديّة لملك نابولي Charles، وهكذا وصل الكتاب العظيم إلى أوروبا وترجم إلى مختلف لغاتها، وبدأ يُدرّس في جامعاتها ومدارسها الطبيّة.
ومن بين كتبه المهمّة أيضاً رسالة الجدري والحصبة On Smallpox and Mesles، وتعتبر هذه الرسالة من أوائل الإشارات إلى الطبيعة الوبائية المعدية للأمراض، وبوسعنا أن نحكم على ما كان لهذه الرسالة من بالغ الأثر واتساع الشهرة إذا عرفنا أنها طبعت باللغة الإنكليزية أربعين مرّة بين عامي 1498 و1866!

ابن سينا: Avicenna (980 – 1037م)

برأي أستاذ تاريخ العلوم الدكتور جورج سارتون George Sarton فإن الفيلسوف ابن سينا (هو أعظم علماء المسلمين)، وقد برع في مختلف أنواع المعرفة وخاصة الطب والفلسفة، ولُقّب بالشيخ الرئيس، وله العديد من الإبداعات والممارسات الطبية المميزة؛ فهو أول من وصف القولنج الكلوي الناتج عن حصيات الحالب والمثانة واقترح عدة طرق لعلاجه، وكذلك فإن توصيفه لالتهاب السحايا مثير للدهشة لدقته وأصالته، وبحث أيضاً في علم الطفيليات وتحدّث بالتفصيل عن عدة أنواع من الديدان المعوية التي تصيب الإنسان.
ولكنَّ شهرته الطبية تعود بشكل أساسي لكتاب ( القانون في الطب ) The Canon of medicine الذي استغرق أغلب عمره في تأليفه وأكمله عام 1025، وقسّمه لخمسة أبواب رئيسية: الأول يبحث في مبادئ وأساسيات علم الطب والفيزيولوجيا، الثاني سردَ فيه مئات الأدوية والعقاقير الطبية مع ذكر خصائصها واستطباباتها وحدّد جرعاتها العلاجية، الثالث تحدث عن الأمراض التي تصيب عضواً بمفرده من الجسم ووصف أعراضها وعلاجها، الرابع وفيه تحدّث عن الأمراض التي تؤثّر على الجسم بأكمله، الخامس خصّصه بشكل كامل لعلم الصيدلة.
لقد تفوّق كتاب القانون في الطب على جميع الكتب الأخرى التي سبقته وحلّ محلّ كتب أبقراط وجالينوس والرازي وتُرجم في القرن الثاني عشر الميلادي إلى اللاتينية على يد الإيطالي جيراردو الكريموني Gerard of Cremona، ومنها ترجم إلى العبرية وسائر لغات أوروبا، وبقي المرجع الأول في الطب في أغلب أنحاء العالم لأكثر من 600 عام. وعنه قال الدكتور وليام أوسلر: “إن كتاب القانون في الطب ظلّ الكتاب الطبي المقدس في العالم أكثر من أي كتاب آخر”. ولا أدلّ على أهمية هذا الكتاب وعظمته من أنّه كان من بين الكتب القليلة التي طبعها غوتنبرغ Gotenberg عندما اخترع أول آلة طباعة في منتصف القرن الرابع عشر.

الزهراوي: Albucasis (936 – 1013م)

هناك ما يشبه الإجماع على وضع الطبيب العربي الأندلسي أبو القاسم الزهراوي على رأس جرّاحي العصور الوسطى، ويعود ذلك لإنجازاته العظيمة في علم الجراحة، فقد اخترع بنفسه عشرات الأدوات الجراحية (لا يزال بعضها مستخدماً حتى يومنا هذا)، وقام بعمليات جراحية نوعية وجديدة، ومن الإبداعات التي تُنسب إليه: أنه أول من استخدم القسطرة البولية لحل مشاكل الانسداد البولي الحاد والمزمن، ووصف طريقةً لردّ خلع الكتف ما زالت هي الطريقة المستخدمة حتى عصرنا الحاضر، واستخدم طرقاً عديدة لإيقاف النزف كربط الشرايين الكبيرة ووضع القطن والشاش على الجروح كمواد مرقئة، وقد وصف أيضاً طرقاً تجميلية في خياطة الجلد تُحسِّن عم
عاش الزهراوي أغلب حياته في قرطبة عاصمة الأندلس، وبعد سنين طويلة من الخبرة الطبية والممارسة السريرية ألّف كتابه العظيم ( التصريف لمن عجز عن التأليف ) AL-Tasrif وحاول أن يجمع فيه كل معارف زمانه في الطب والصيدلة وطب الأسنان، ومع أن قيمة الكتاب العلمية لا تقارن بكتاب القانون مثلاً، ولكن للجزء الثلاثين منه أهمية بالغة لأنه خصصه للجراحة، وفيه شرح بالتفصيل كل ما أبدعه في هذا العلم، وتُرجم هذا الجزء إلى اللغة اللاتينية تحت اسم ” مقالة الزهراوي في الجراحة “، وأحدثت هذه المقالة بعد انتشارها في أوربا نقلةً نوعية في علم الجراحة، وساهمت في تطوّر هذا العلم بشكل كبير، وجعلت الزهراوي يتبوّأ مكان الصدارة بين جراحي عصره ويعتبر أحد أهم مؤسّسي الجراحة الحديثة.

ابن النفيس: Ibn AL-Nafis (1213 – 1288م)

يعتبر الطبيب الدمشقي علي بن أبي الحزم القرشي من أهم الأطباء العرب وأشهرهم، وقد برع بشكل خاص في علم الفيزيولوجيا وعلم وظائف الأعضاء حتى فاق أطباء عصره في هذا المجال.
لقد ولد ابن النفيس في غوطة دمشق، وسافر في شبابه إلى القاهرة، وهناك ظهرت مواهبه العلمية وأصبح رئيساً لأطباء مصر.
نّ أهميّة ابن النفيس الطبية تعود لأمرين: أولهما أنه أعطى تصوّراً جديداً عن الدورة الدموية الصغرى (دوران الدم بين القلب والرئتين)، وانتقل هذا التصوّر بعد سنوات عديدة إلى أوروبا وساهم في فهم أفضل لتشريح وفيزيولوجيا جسم الإنسان، وساعد وليم هارفي William Harvey في اكتشافه للدورة الدموية وعمل القلب، وأمّا الأثر الثاني الخالد لابن النفيس فهو تأليفه لعشرات الكتب والرسائل الطبية ومنها: شرح تشريح قانون ابن سينا، شرح فصول أبقراط، الموجز في الطب، بالإضافة إلى موسوعته الطبية الضخمة التي أسماها ( الشامل في الصناعة الطبية ) AL-Shamil Fi AL-Tibb وهو من أكبر كتب الطب وأغزرها مادة علمية.
إننا إذا قمنا بمراجعة دقيقة لتاريخ علم الطب يمكننا أن نستنتج وبدون أدنى شكّ: أنَّ أبو بكر الرازي هو أعظم طبيب في العصور الوسطى، والزهراوي أعظم جرّاح فيها، وابن النفيس أعظم فيزيولوجيّ، وأنّ كتاب القانون لابن سينا هو أعظم كتب الطب في ذلك العصر على الإطلاق!
وقد كان لهؤلاء الأطباء الأربعة تأثير كبير على مسيرة الطب وتطوّره، وقد حملوا لواء هذا العلم الجليل لفترة طويلة وشكّلوا حلقة الوصل بين أبقراط وجالينوس وغيرهم من أطباء العالم القديم من جهة، وبين أندرياس فيساليوس وألبرت هاللر وجيوفاني مورغاني وبقية أطباء عصر النهضة من جهة أخرى.

مراجع
  • British Encyclopedia
  • Sigrid Hunke . Allh s sun over the Occident
  • George Sarton . Introduction to the History of science
  • Gustave Le Bon . La Civilisation des Arabes
  • Paul Strathern . Abrief history of medicine from Hippocrates to gene therapy
  • Edward Granville . Islamic Medicine
  • Ibn AL-Nadim . Fihrist
  • Ibn Abi Usaibiah . Uyun al – anba fi tabaqat al – atibba
  • Ibn Khallikan . Wafayat al-Ayan

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

لغة الجـسـد



لغة الجسد تلك الحركات التي يقوم بها بعض الأفراد مستخدمين أيديهم أو تعبيرات الوجه أو أقدامهم أو نبرات صوتهم أو هز الكتف أو الرأس، ليفهم المخاطب بشكل أفضل المعلومة التي يريد أن تصل إليه وهناك بعض الأشخاص الحذريين والأكثر حرصًا وأولئك الذين يستطيعون تثبيت ملامح الوجه وأولئك الذين لا يريدون الإفصاح عما بداخلهم فهم المتحفظون ولكن يمكن أيضًا معرفة انطباعاتهم من خلال وسائل أخرى.
وفي دراسة قام بها أحد علماء النفس اكتشف أن 7% فقط من الاتصال يكون بالكلمات و 38% بنبرة الصوت و 55% بلغة الجسد، ولو اختلفت الكلمات ولغة الجسد فإن الفرد يميل إلى تصديق لغة الجسد , على الرغم من استخدام لغة الجسد على مدى ملايين السنين من تاريخ النشىء الإنساني إلا أن مظاهر الاتصال غير الشفهي لم تدرس عمليًا على أي مقياس إلا منذ الستينيات من القرن الماضي، خصوصًا عندما نشر دجوليوس فاست كتابه عن لغة الجسد عام 1970.
كيف تقرأ لغة الجسد؟
تعلم لغة الجسد امر فى منتهى البساطه, كل ما عليك فعله هو ان تتعلم الاوضاع المختلفه للجسد و الحاله الشعوريه التى يمثلها و من ثم يمكنك معرفه ما يشعر به الاخرون من مجرد مراقبتك للغة جسدهم. ليس هذا فقط و إنما سيمكنك ان تعطى الانطباع الذى تريد عن طريق تحكمك فى لغة جسدك.
استخدامات لغة الجسد
لغة الجسد تستخدم فى مجالات عديده منها التفاوض, التحقيق , البيع و مقابلات العمل. بتعلمك لغه الجسد ستستطيع ان تعطى انطباع افضل عن نفسك لمن حولك و ستفهم الاخرين جيدا.
علاقه لغة الجسد بالشخصيه
كثير من الناس عنده أعتقاد خاطىء بأن لغة الجسد قد تمكنهم من معرفه شخصيه من امامهم و لكن الحقيقه ان لغة الجسد تمكنك من معرفه الحاله الشعوريه لشخص ما فى وقت معين, فمثلا ان أخذ شخص وضع الثقه بالنفس ( وضع اليدين خلف الظهر , استقامه ظهره , او وضع يديه امام بطنه) فذلك معناة انه شعر بثقه بالنفس فى تلك اللحظه لسبب ما و لكن ذلك لا يعنى انه شخص واثق من نفسه دائما.
لا تقلق مازال امامك فرصه لمعرفه شخصيه من امامك
مازال امامك فرصه لمعرفه شخصيه من امامك, فقط راقب لغة جسده و لا حظ الوضع الذى يأخذة دائما او الوضع الذى يقوم به فى أغلب أوقاته. فان كان هذا الوضع هو وضع الثقه بالنفس فاعلم ان هذا الشحص شخص واثق من نفسه بطبيعته. أى ان تكرار وضع معين قد يدلك على احد الصفات الشخصيه لشخص ما. الشىء الجدير بالذكر أنه يمكنك ايضا معرفه بعض الصفات الشخصيه لشخص ما بالاعتماد على قراءه الوجه.

* * * 

- عندما يقول الشخص الحقيقة يحاول بطريقة لا إرادية إظهار راحة يده .. وعندما يحاول إخفاء شيء ما يحاول إخفاء راحة يده عن طريق وضعها في جيوبة أو محاولة إشغالها ..
-
عندما يتحدث الشخص أو يوجه أوامر وراحة يده للأعلي فأعلم إنه مسالم .. لكن لو كانت راحة يده للأسفل أو يشير بإصبعه فأعلم إنه محب للسيطرة والتسلط ..
-
عندما تصافح شخص ما لأول مره .. تتبين من طريقة مصافحته لك إنه يريد السيطرة أو قابل للخضوع أو للمساواة .. فعندما يصافحك ويجذب يدك للأسفل تستنتج إنه يريد السيطرة عليك فعليك أن تحذر وتجذب يده للأعلي كرد فعل معاكس .. وإذا كانت يده رخوه ويجذب يدك للأعلى فأعلم إنه خاضع ويسهل السيطرة عليه .. لكن لو كانت المصافحة علي قدر المساواة مع مصافحتك فاعلم إنه شخص عادي مساو لك .. وإذا كنت في موقف مصافحة أمام الكاميرات أو امام الجماهير فيجب أن تكون واقف في الجانب الأيسر حتي تظهر سيطرتك علي الموقف .. إذا كنت تصافح شخص لا تربطك معه أي موده أو علاقة سابقة فلا تستخدم كلتا يديك في المصافحة فقط تكفي يد واحده ما لم يكن مُحب للسيطرة ..

-
الاعتذار الذي تصاحبه إبتسامة يؤدي الغرض أفضل بكثير من غيره ..
-
كلما زاد معدلات الضحك تزيد ردود الأفعال الإيجابية نحوك .. يجب أن تُجبر نفسك علي الضحك بإستمرار لما للضحك من فوائد كثيرة صحية ونفسية وإجتماعية .. إذا كان الإعلان الدعائي مُقدم بشكل فكاهي فإنه يعطي ردود أفعال إيجابية أكثر من الإعلان الخالي من روح الدعابة ..
-
عندما نطوي الذراعين عند الإستماع نعطي نتائج سلبية وتقل درجة إهتمامنا وتركيزنا ..
عندما يطوي الشخص ذراعة فإنه يريد أن يقيم حاجز بينه وبين شخص آخر أو شيء آخر لا يحبه وهو شعور سلبي يعني عدم الراحة والإطمئنان ..
-
إذا أطبق الشخص قبضتي اليدين مع ثني الذراعين هذا موقف دفاعي يدل علي العداء وإذا صاحبة إبتسامة بشفاه مطبقة أو أسنان مطبقة فتتوقع منه هجوم لفظي أو جسدي ..
-
عندما يثني شخص ذراعيه ويمسك بكفيه أعلي الذراعين هذا يدل علي خوف من شيء ما وعدم الإرتياح والإطمئنان .. أو عدم الإقتناع بالذي تقوله له ..
-
الذي يثني ذراعية علي صدرة مع وضع الإبهامين لأعلي دليل علي انه رابط الجأش يحاول الظهور كمسيطر
-
إذا كنت تطلب من أحدهم طلب وقبل أن تنهي كلامك رأيته قد ثني ذراعية مع وضع الإبهام لأعلي فأعلم إن مطالبته سهلة .. لكن إذا ثني ذراعية مع غلق قبضتي يده يدل علي موقف رافض وسلبي منك ..
-
عندما تثني المرأة أحد ذراعيها وتمسك ذراعها الآخر فإنها في موقف دفاعي وتشعر بعدم الارتياح والتوتور .. والرجل عندما يضع كلتا يديه ليحمي بهم منطقة الخصيتين فإنه يشعر بالنقص والتوتر والحساسية تجاه شيء ما ..
-
الرجل الذي يمشي في مكان عام أويكون محط للأنظار مثل الرجل الذي يذهب ليتسلم جائزة أمام حشد جماهيري  يقوم بضبط ساعة يده أو تفقد محفظة نقودة أو هاتفه الجوال أو يضبط ملابسة ففي هذه الحالة يحاول أن يخفي الخجل والتوتر الذي يعاني منه  بهذه الحركات ..
-
المرأة عندما تشعر بالخجل تقوم بمسك حقيبة اليد أو حافظة النقود لكن ليس كل إمرأة تمسك حقيبة يدها تكون قلقة أو خجلانه لكن حسب الموقف وبعض الحركات الأخري تظهر أنها تشعر بالتوتر أو الخجل .. العروسة تمسك في يديها باقة ورد وتضعها امام صدرها لكي تشكل حاجز يشعرها بالأمان وتخفي خلفة توترها وشعورها بالخجل ..
-
أكثر الطرق شيوعاً لتشكيل حاجز يخفي الشخص خلفه التوتر وهو حمل الكوب الذي يشرب منه بكلا اليدين حيث تكفي يد واحده لحمله لكن إذا قام بحمله يكلا يديه فهذا يعبر عن توتره ..
-
إن تقديم مشروب أثناء التفاوض يعتبر إسلوب ممتاز لقياس رد فعل الشخص الآخر نحو عرضك .. فالمكان الذي يضع فيه الشخص الكوب بعد أن يشربه يعتبر مؤشر قوي لمعرفة هل هو مقتنع بكلامك أولا .. فالشخص الذي يشعر بالتردد أو الشك أو عدم الإقتناع بكلامك يضع الكوب بعد الانتهاء منه  في الجانب المعاكس لجسدة .. وإذا كان موافق سيضع الفنجان أمام جسده ..
-
يعتبر الجلوس واضعاً مرفقيك علي ذراعي المقعد وضع قوة وينقل صورة قوية وثابته لك .. أما الأشخاص ضعاف الشخصية والمهزومون يتركون أذرعهم تسقط بين ذراعي المقعد ..
-
إن لمس شخص ما بيدك اليسرى أثناء مصافحته بيدك اليمني يمكن أن تأتي بنتائج قوية .. حيث يمكن أن يضاعف لمس المرفق بمهارة فرصة حصولك على ما تريد بحوالي 3 مرات ..
-
عندما تشاهد شخص يشرح وجهة نظر ولا يبدي رأيه فيها يمكنك أن تعلم رأيه إذا شاهدت حركة يديه ..فالشخص الأيمن يشرح النقاط التي يفضلها ويحرك يده اليمني .. والنقاط التي لا يفضلها يشرحها ويحرك يده اليسري بحركة لا إرادية .. وإذا كان أعسر حدث العكس .. حيث يحرك يديه المفضلة عندما يتناول نقاط مفضلة والعكس صحيح ..
-
حركة فرك اليد قبل أو أثناء التحدث نعرف منها هدف المتحدث .. فمثلاً لو إقترحت علي صديق أن تذهبوا للتنزة معا ً وقام بفرك يديه بسرعة فإنه يتوقع نتائج إيجابية .. وإذا فرك يديه ببطيء فاعلم إنه يتوقع أشياء سلبية .. مثال .. لو دخلت علي سمسار وشرحت له المنزل الذي تود شرائه فلو فرك يديه بسرعة تعلم إنه لديه نتائج إيجابية سيطّلعك عليها أما لو فرك يديه ببطيء فأعلم إنه يخفي شيئاً ما ويتوقع نتائج سلبية حتي لو قال عكس ذلك ..
-
عندما تشاهد شخص يطبق يديه ويضمهما معاً فأعلم إنه يشعر بالاحباط او التوتر او بأفكار سلبية ..
-
وضع البرج : وهو لمس أنامل اليدين بعضهما ببعض لتكون كلتا يديك في وضعية تشبه الهرم أو البرج .. هذه حركة ثقة مهمة جداً للملاحظة .. مثال عليها .. لو كنت تلعب الشطرنج وقمت بمسك قطعة ما وتريد تحريكها فإذا وضع الخصم يديه في وضعية البرج إعلم إنه واثق ان حركتك في صالحة فقم بتغيير الحركة  علي الفور .. وهناك حركتين لوضعية البرج وهي رفع اليدين لأعلي وتكثر عند حديث الشخص .. والحركة الثانية هي وضع اليدين لأسفل وتكثر عند المستمعين ..
-
حركة تقديم  الوجه : هذه الحركة تقوم بها النساء بشكل أساسي  فتقوم بوضع إحدي يديها علي الأخري وتضعهما تحت ذقنها وتكون بالطبع جالسة .. وهذه الحركة إيجابية تفيد التودد والمغازلة .. فإذا وجدت فتاة تفعل هذه الحركة وتنظر إليك إستثمر الفرصة علي الفور وخذ منها رقم الهاتف !
-
وضع اليدين خلف الظهر : هي حركة تفيد الإستعلاء والثقة والقوة والشجاعة ويستخدمها القادة ورجال الشرطة .. وتشير الدراسات إنك لو كنت تتعرض لضغوط عليك بأن تضع يديك خلف ظهرك وستشعر بالثقة وفقاً لمبدأ المثير والإستجابة ..   أما إذا مسكت بإحدي يديك رسغ يدك الأخري خلف ظهرك  فهي حركة تدل علي الإحباط ومحاولة لضبط النفس ..
-
إشارات الإبهام : هي متنوعة فمن يضع إحدي يديه أو كلتاهما في جيبة ويظهر الإبهام فهذا دليل علي التكبر والمكانة الرفيعة والثقة بالنفس ودائماً ما يفعلها الأكبر سلطة والأرفع منزلة .. أما الإشارة بالإبهام  فالشخص الذي يشير بالإبهام لشخص آخر يدل ذلك علي إنه يحمل مشاعر سلبية نحوه وهذه الإشارة تزعج النساء كثيراً خصوصاً لو كانت من رجل ..

أشهر حركات الكذب شيوعاً :
1-
تغطية الفم : الطفل عندما يكذب يسارع بوضع يده علي فمه وعندما يكبر يقلل عمداً من هذه الحركة لكنها تبقي مصاحبه له .. فالشخص عندما يكذب تسارع يده لكي تمنع فمه من  قول الكذب فيقوم الكاذب بلمس فمه أو حك شفتيه .. بحركة عفوية
2 –
لمس الأنف : وهي حركة شائعة يقوم بها الكاذب لمحاولة إبعاد يده عن لمس فمه فيقوم بلمس أنفه أو حكها ..
3 –
فرك العين : هي حركة يقوم بها الشخص الكاذب .. ففرك العين حركة هي محاولة يقوم بها المخ لمنع الخداع أو الشك أو تجنب النظر لعين الشخص الذي يكذب عليه .. الرجال غالباً ما يفركون أعينهم بقوة عند الكذب .. لكن النساء تنظر بعيداً وتفرك أو تلمس تحت أعينها بحركات خفيفة وسريعة صعب ملاحظتها .. فدائماً النساء أمهر من الرجال في الكذب ..!
4 –
مسك الأذن : يقوم الشخص الكاذب بلمس أذنة عندما يشعر بالقلق ولا يريد سماع نفسه وهو يكذب فيقوم بحك أو لمس أذنه بحركات عفوية ..
5 –
حك الرقبة : يلجأ الشخص الكاذب إلي حك رقبته ..
6 –
جذب اللياقة : يقوم الشخص الكاذب بجذب اللياقة لإن الكذب يؤدي إلي إستثارة الأنسجة الحساسة في الرقبة فيجذب اللياقة أو يحك رقبته ..
7 –
وضع الإصبع في الفم : هي حركة توارثناها منذ كنا أطفال ويلجأ لها الكاذب عندما يكون في حاجة للإطمئنان .. فالكاذب يكون متوتر وهذه الحركة يعبر بها عن حاجته للإطمئنان .. فإذا كنت تستوجب شخص ورأيته أثناء حديثة يضع أصبعة داخل فمه فقدم له ضمانات حتي تشعره بالإطمئنان ..
الملل : عندما يشعر المستمع بالملل يقوم بوضع يده علي ذقنة حتي يدعم رأسة ويمنعها من النوم .. والملل الشديد وعدم الاهتمام يظهر عندما يضع المستمع راحة يده لتدعيم رأسة ..فلو شاهدت شخص هكذا فأعلم إنه يشعر بالملل وغير مهتم.. والنقر بالاصابع علي المنضدة او وكذلك الطرق المستمر بالقدم علي الارض توحي هذه الحركات بنفاذ صبر المستمع .. وسرعة النقر بالإصبع أو القدم تتعلق بمدي نفاذ صبر الشخص  ..
-
عندما يشاهد الرجل أو المرأة شيء يثيرة تتسع حدقة العين لديهم .. والنظرات الرومانسية في العين تؤدي إلي إتساع الحدقة فتزيد الجاذبية بينهم ..
-
رفع الحاجب لمدة ثانية عند رؤية شخص تريد التحدث معه يزيد من فرص التجانس بينكم .. وخفض الحاجب يوحي بالعدوانية وعدم القبول ورفعه يفيد الخضوع والسلام .. إن خفض الرأس والنظر لأعلي حركة توحي بالخضوع ويفضلها النساء للرجال حيث تبدو المرأة طفلة تريد الحماية والتعاطف ..
-
عندما تلتقي نظرة أحد الأشخاص بك لأكثر من ثلثي وقت الحديث بينكم .. فهذا يعني واحد من شيئين أولاً إنه يجدك مسلياً أو معجب بك .. حيث نلاحظ إتساع حدقة عينه .. ثانياً إنه عدواني وينظر إليك نظرة تحدي ونلاحظ إنكماش في حدقة عينه
إذا كان الشخص يتذكر شيئاُ رآه فستتحرك عيناه لأعلى .. أما إذا كان يتذكر شيئاً سمعه فسينظر للجانب وستميل رأسه كأنه يحاول أن يسمع .. أما إذا كان يتذكر شعوراً أو عاطفة فسينظر لأسف نحو اليمين .. وإذا كان الشخص يحادث نفسه ذهنياً فسينظر لأسفل نحو اليسار .
-
المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة تعتبر معدلات العنف والجريمة بها مرتفعة لأن الأشخاص بها مساحتهم الشخصية التي يعيشون بها تكون ضيقة  فيصبح شعوره عدواني .. عكس الشخص الذي يعيش في مساحة شخصية كبيرة أو مناسبة فتجدة ودود ومسالم .. فالمساحة الشخصية هي الحيز الذي يعيش فيه الانسان والذي يفضل الا يكون ضيق ويصبح الشخص عدوانياً إذا إقتحمه أحد غيره .. يستخدم المحققون أساليب غزو وإقتحام المساحة الشخصية لإحداث إنهيار في مقاومة المجرمين الذين يحققون معهم .. حيث يجلسونه في كرسي دون أذرع وفي غرفة مفتوحه ويسلطون الضوء عليه ويقتحمون منطقة خصوصيته وهم يوجهون له الاسئلة ولا يبتعدون منتظرين الجواب .. هذا الاسلوب يؤدي إلي إنهيار المجرم وإعترافة بكل جرائمة .
-
عند المصافحة الشخصين اللذان من مدينة ذات كثافة سكانية كبيرة تجدهم مقتربين من بعض عند المصافحة .. أما إذا كانوا
-
من مدن قليلة الكثافة السكانية فتجدهم بعيدين عن بعض أثناء المصافحة وهذا يعود للمساحة الشخصية الذي نشأ بها الشخص
-
المحاكاة : هي تقليد إيمائات الوجه والجسد للآخرين .. وإن المرأة تقرأ معني ما يقوله المتحدث من نبرة صوته ، وتقرأ حالته الشعورية من لغة جسدة .. وهذا بالضبط ما يحتاج الرجل إلي فعله لكي يأسر إنتباه المرأة ويبقيها مهتمة به ومصغية له ولكن معظم الرجال للأسف يهابون فكرة مضاهاة تعبيرات الوجه أثناء إصغائهم للآخرين .. ولكن القيام بذلك يؤتي ثماره القيمة .. ويمنح الرجل الذي يبرع فيه ميزات كثيرة .. وتصف المرأة الرجل الذي يحاكيها وهي تتحدث بأنه رجل عطوف وذكي وشيق وجذاب .
-
عندما يعيش شخصان معاً لمدة طويلة ، وتكون العلاقة بينهما وطيدة ، غالباً ما ينشأ تشابه بينهما .. وهذا يرجع إلي أن كلاً منهما يحاكي تعبيرات وجه الآخر بإستمرار ، الأمر الذي يؤدي بمرور الزمن إلي إتخاذ العضلات نفس الشكل في نفس المناطق من الوجه .. وحتي الزوجان غير المتشابهين في ملامح الوجه يمكن أن يظهرا متشابهين في الصور الفوتوغرافية لأنهما يستخدمان نفس الإبتسامه ونفس موضع جفون العين .
-
المحاكاة هي الطريقة التي يخبر بها شخص شخصاً آخر بأنه يتفق مع أفكاره ومواقفه .. فأحدهما يقول للآخر بصورة غير لفظية “كما تري فأنا أفكر مثلك تماماً ” .. وغالبا ما يتخذ الشخص ذو المكانة الأعلى الحركات الأولى فيقلدة الآخرون وعادة ما يحدث ذلك بالترتيب حسب مكانتهم .
-
لا تتحدث أبداً بإيقاع أسرع من الطرف الآخر ، فالدراسات تظهر أن الآخرين يشيرون إلي شعورهم ‘‘ بالضغط ’’ عندما يتحدث أحد بسرعة أكبر منهم .. إن سرعة الشخص في التحدث تظهر مدى سرعة عقلة في تحليل المعلومات بطريقة واعية ، ولذلك أحرص علي أن تتحدث بنفس سرعة الشخص الآخر أو أقل قليلاً .
-
من المهم عليك أن تلاحظ من الشخص الذي يحاكي الآخر .. فالذي يقلد إيمائات الآخر هو أقل منه منزله.. فلو كنت تعرض شيء علي زوجين ولاحظت أن الزوج يقلد إيمائات زوجته فأعلم أن شخصيتها هي الأعلي وهي المسيطرة صاحبة القرار .. لكن إذا كانت هي من تقلد زوجها فأعلم أن زوجها هو المسيطر .
-
إن الشخص الذي يشعر بالإيجابية ، أو التفوق ، أو الثقة تجاه مايراه أو يسمعه ينفس الدخان لأعلي معظم الوقت .. وعلي النقيض من ذلك ، فإن الشخص الذي يعاني من حالة ذهنية سلبية ، أو يريد التكتم علي شيء ، أو يشعر بالريبة ينفس الدخان لأسفل معظم الوقت .. ونفخ الدخان لأسفل من جانب الفم يدل علي موقف أكثر سلبية أو تحفظاً .
-
قليل من الناس هم من يفكرون في أهمية الإشارة بالجسم والقدم في التأثير علي مواقف وإستجابات الآخرين ، فإذا أردت أن تجعل الآخرين يشعرون بالإرتياح فإستخدم الوضع المفتوح بزاوية 45 درجة ، وعندما تحتاج إلي ممارسة ضغط عليهم فإستخدم وضع المواجهة المباشرة . يتيح الوضع المفتوح بزاوية بزاوية 45 درجة للشخص الآخر أن يفكر ويتصرف بحرية وبشكل مستقل ، بدون أن يشعر بأنك تضغط عليه .تجنب تماماً الإقتراب من الرجال مباشرة من الأمام ، أو الإقتراب من النساء مباشرة من الخلف .ويتطلب إتقان هذه المهارات الخاصة بتوجيه الجسد قليلاً من التدريب والممارسة ، ولكنك ستستخدمها بتلقائية بعد وقت قصير ، وفي معاملاتك اليومية مع الآخرين ، يمكنك من خلال الإشارة بالجسم والقدم وإستخدام مجموعات الإيمائات الإيجابية مثل : فتح الذراعين ، وإظهار راحتي اليدين ، والميل بالجسم للأمام ، وإمالة الرأس ، والإبتسام أن تجعل من السهل على الآخرين ليس الإستمتاع برفقتك فحسب ، ولكن التأثر بوجهة نظرك أيضاً .

إشارات التودد التي تستخدمها المرأة لتكسب صداقة رجل
1-
الإتصال بالعين : حيث تنظر المرأة للرجل الذي يعجبها في عينه لمده خمسة ثواني ويمكن أن تكرر هذه العملية مرتان أو ثلاثة حسب ما يتطلبه الأمر لتجذب إنتباه الرجل .
2-
الإبتسام : تبتسم المرأة للرجل إبتسامه سريعة وخاطفة الهدف منها جذب إنتباه الرجل .
3 -
التأنق وإصلاح الهندام : حيث تقف المرأة وقفة إغراء وتأنق لتبرز جانبها الإنثوي للرجل وتعلق شفتيها وتداعب شعرها .
إذا رأى الرجل إمرأة تفعل هذا يذهب إليها على الفور ليحدثها ، مستخدماً العبارات المعروفة مثل
هل سبق وأن تقابلنا من قبل  “، أو “هل أنت أخت فلان ” ، أو كم الساعة الآن وما شابه من هذه الأمثلة ..

إشارات التودد التي تستخدمها المرأة عندما تحادث شخص يعجبها ..
1-
رفع الرأس وإرجاع الشعر للوراء : وهي طريقة تظهر بها المرأة أنها تهتم بمظهرها أمام هذا الرجل .
2-
تندية الشفتين وإبراظهما ، وفتح الفم قليلاً : إبراز الشفتين عن طريق وضع أحمر الشفاة وفتح الفم قليلاً يبرز كثيراً جانبها الإنثوي التي من خلاله تثير الرجل الذي تعجب به .
3-
المعصم الرخو : المشي أو الجلوس مع إستخدام معصم اليد المرخي علامة تستخدمها المرأة للرجل لتدل بها علي الخضوع وتتيح له السيطرة الجسدية عليها وهي علامة فطرية ، والخضوع للرجل صفة فطرية من صفات المرأة .
4 –
مداعبة جسم إسطواني : تعتبر مداعبة السجائر ، أو إحدى الأصابع ، أو ساق الكأس ،أو قرط متدلٍ إشارة غير واعية عن ما يدور في ذهن المرأة . كما أن إدخال الخاتم في الإصبع وإخراجه بإستمرار يمكن أن يكون تمثيلاً ذهنياً عن ممارسة الجنس .. فإذا رأيت هذه الأفعال من إمرأة تحادثها فأعم أنها ترغب في الجنس !
5-
كشف المعصمين : المعصمين من المناطق المثيرة لدي المرأة لنعومة الجلد ورقته فيها ، فإن المرأة تتعمد إظهار معصم يديها للرجل كلما زاد إهتمامها به .
6 –
أهمية حقيبة اليد في التقارب الحميم : تعتبر حقيبة يد المرأة من متعلقاتها الشخصية ، وهي تعاملها كما لو كانت إمتداد لجسدها ، وبالتالي فعندما تضعها قريبة من الرجل تصبح هذه إشارة قوية على المودة والألفة ، وعندما تضع المرأة حقيبة يدها بالقرب من لارجل بحيث يستطيع رؤيتها أو لمسها ، فإن هذا يعتبر إشارة قوية على إهتمامها به ، وبالطبع من البديهي أن إبعاد الحقيبة عنه يدل على التباعد العاطفي .
-
معلومة علي الماشي : وجد إستطلاع رأي أمريكي أن أكثر كلمات تحب النساء سماعها كثيراً من الرجال ليست
أنا أحبك” ، وإنما ” لقد نقص وزنك ” .
-
أكثر ما يجذب المرأة في الرجل هو الجسد الرياضي والصدر العريض والأذرع العضلية .

الأسس الذهبية لترك إنطباع أولي رائع عند المقابلات الشخصية :
1-
في منطقة الإستقبال : إخلع معطفك وأعطه لموظف الإستقبال إذا أمكن ذلك ، تجنب الدخول ويداك مشغولون بعدة أشياء لتتظهر وكأنك أبله يفتقر إلي الكفائة ، عندما تكون منتظر وأنت واقف لابد أن تقف وتشبك يديك معاً خلف ظهرك (ثقة ) ، وتحرك ببطء جيئة وذهاباً في المكان .. وعندما تكون جالس إستخدم إيمائة البرج لكي تكتسب نوع من الثقة والهدوء ورباطة الجأش .
2-
الدخول : عندما يعطيك موظف الإستقبال الضوؤ الأخضر للدخول توجه نحو باب الدخول بلا تردد ، لا تقف عند الباب كتلميذ ينتظر الأمر ، وعندما تعبر باب المكتب حافظ علي سرعة سيرك حتي تصل إلي المكان المخصص للجلوس أو الوقوف .
3-
المصافحة : إجعل راحة يدك مستقيمة وإضغط يد الشخص الآخر بنفس القدر الذي يضغط به يدك ، إجعل الشخص الآخر يقرر متي تنتهي المصافحة ، إستخدم إسم الشخص الآخر مرتين خلال ال15 ثانية الأولى .
4-
إيماءاتك : الأشخاص الهادئون المسترخون رابطو الجأش المسيطرون على مشاعرهم يستخدمون حركات واضحة بسيطة متعمدة .. والأفراد أصحاب المنزلة العليا يستخدمون إيماءات أقل من أصحاب المنزلة الدنيا .. لكن حاول أن تحاكي حركات الشخص الآخر علي قدر المستطاع .
5-
المسافة : إحترم المساحة الشخصية للشخص الآخر ولا تقترب منه كثيراً ، وإجعل المسافة بينك وبينه مناسبه .
6-
الخروج : إجمع أغراضك بهدوء ودون توتر ، وصافح الشخص الآخر ، وإستدر نحو الباب وإذا كان مغلقاً عندما دخلت فأحرص علي غلقة عندما تخرج ، تذكر أنه يراقبك من الخلف فأحرص علي تلميع حذائك جيداً من الخلف ، وقبل أن تخرج إستدر ببطء وإبتسم له حتي يكون آخر ما رآه منك إبتسامه .
إذا جعلك تنتظره كثيراً ففي إثناء الإنتظار إشغل نفسك في القرائة أو أي شيء حتي تبدو وكأنك لا تضيع أي جزء من وقتك .
-
معلومة علي الماشي : حتي تبدو كذاب محترف ، صدق نفسك الأول قبل أن تكذب .. يعني صدق أكاذيبك الأول قبل أن تنطقها حتي تبدو صادقاً .

إستراتيجيات بسيطة تمنحك ميزة إضافية ..
1-
قف في الإجتماعات : إعقد جميع  إجتماعاتك القصيرة وأنت واقف ، لأنك تظهر أعلي مكانه من الجالسين ويوفر عليك الوقت .
2-
إجلس المنافسين وظهورهم مواجهة للباب : الذي يجلس وخلفه باب أو مكان مفتوح يصاب بالتوتر ويزيد الضغط لديه ، وهذا وضع مثالي تضع فيه خصومك .
3-
ضم أصابعك معاً : الأشخاص الذين يضمون أصابعهم معاً أثناء تحدثهم ويجعلون أيديهم تحت مستوى الذقن يحصلون على أكبر قدر من الإنتباه .
-
المقعد ذو ظهر مرتفع تعطي مكانه أفضل للشخص الجالس عليها ، كذلك المتحركة تتيح للشخص حرية أكبر للحركة فلا يشعر بأنه مقيد ، كذلك الكرسي ذو مساند للذراعين تعطي أفضلية وثقة للشخص الجالس عليها ، لذلك تري كراسي الملوك ورؤساء شركات لها ظهور كبيرة ومساند اايدين وبعضها متحرك أيضاً .

الأسرار الستة للغة الجسد الجذابة :
1- الوجه : إجعل وجهك مشرقاً حافلاً بالتعبيرات ، وإجعل الإبتسام عادة دائمة لك ، وإحرص علي أن تظهر أسنانك من حين لآخر .
2- الإيمائات : كن معبراً ، ولكن بدون إفراط ، وإجعل أصابعك مغلقة عندما توميء ، ويديك أسفل مستوي ذقنك ، وتجنب ثني ذراعيك أو تشبيك قدميك .
3- حركة الرأس : إستخدم الإيماء بالرأس ثلاث مرات عندما تتكلم ، وإمالة الرأس عندما تصغي ، وإجعل ذقنك لأعلي بإستمرار .
4- الإتصال بالعين : حافظ على الإتصال بالعين مع الآخرين بالقدر الذي يشعر الجميع بالإرتياح ، فما لم يكن النظر للآخرين محظوراً ثقافياً ، فإن من ينظرون للآخرين يكتسبون مصداقية أكثر ممن لا ينظرون .
5- وضع الجسم : مل للأمام وأنت تستمع ، وكن منتصباً وأنت تتحدث .
6- المساحة الشخصية : قف علي مساحة من الطرف الآخر تجعلك تشعر بالإرتياح ، وإذا تحرك هو للخلف ، فلا تخط أنت للأمام مرة ثانية .
  المحاكاة : قم بمحاكاة لغة جسد الآخرين ، بطريقة رقيقة وخفية .

عبقرية والجنون: هل هناك ارتباط فعلي بين الظاهرتين

أوقعتنا الكثير من الروايات والأفلام في تعميم فكرة العالِم المجنون، أو ارتباط العبقرية بالاضطرابات العقلية والغرابة في التفكير، وشاعت هذه الفكرة لدى الكثيرين، لأنهم ربطوها مع الواقع فوجدوا كثيراً من النماذج أمثال أولئك العباقرة الذين يجلسون دوماً في الصفوف الأمامية من مقاعد الدراسة، يرتدون نظاراتهم ولا يهتمون بمظهرهم، يجلسون وحدهم في الحفلات والمناسبات العامة، فالتفاعل مع الوسط الاجتماعي ليس من الأمور التي يحبون القيام بها، لا يحسنون التصرف في جل المواقف الاجتماعية التي يتعرضون لها وكأنَّ لهم قواعد خاصة في التعامل مع الناس فلا يعيرون اهتماماً لما قد يظنه البعض عنهم، لأنهم يتعاملون مع الجميع وفق ما يظنونه صحيحاً، بينما يكون في الواقع شديد الغرابة للكثيرين ولا يمت للتصرف الاجتماعي السليم بصلة.

nerd-large

تجد هذا النوع من الأشخاص مهووس بعمله، لا يتخيل حياته بدونه، يخاف العلاقات الاجتماعية، وغالباً ما يقوم بتصرفات غريبة وأفعال غير مألوفة لدى معظم الناس، لكنه في الواقع يسرح في عالم مليء بالأفكار العظيمة الخلاقة التي انتشلت البشرية في معظم الأحيان من أسوأ لحظاتها، ورفعت حضارات شامخة في وقت كانت فيه مهددة بالانقراض، فكيف صدرت هذه المنجزات العظيمة عن أشخاص حسبنا أنهم مجانين لا يتمتعون بحالة عقلية سليمة؟؟!

هذا ما أريد أن أجيبكم عنه، ولعله سؤال قد دار في ذهنكم كثيراً دون أن تجدوا له تفسيراً مقنعاً لشدة غرابته..

إنه غريب بالفعل، فكيف اجتمعت النعمة مع النقمة؟ وغرابة الأطوار أو الحالة النفسية المزرية مع العبقرية؟
إذا عدنا للتاريخ..

وجدنا كثيراً من الأمثلة التي تؤكد ارتباط الاضطرابات العقلية مع النشاط الذهني الفريد والإبداع، فأحد أهم هذه الأمثلة العالم الشهير إسحاق نيوتن مكتشف الجاذبية ومخترع التلسكوب الذي قفز بالفيزياء قفزة نوعية، فقد كان يعاني من انفصام في الشخصية (شيزوفرينيا) والعديد من الاضطرابات الأخرى، فمثلاً كان يكتب الكثير من الرسائل المليئة بكلام غريب غير مفهوم، وهو ما يعد طبياً من العلامات التي تدل على اضطراب عقلي شديد.

كذلك الأمر مع الكثيرين أمثال عالم الرياضيات جون ناش، الموسيقي الفذ بيتهوفن، الرئيس الأمريكي السابق لينكولين، الرسامان الشهيران مايكل أنجلو وفيسنت فان جوخ، وغيرهم كثير…

أجد نفسي مجنوناً عندما أصنف هؤلاء العظماء الذين أصبحت أعمالهم وأقوالهم قدوة يحتذى بها بين المضطربين عقلياً، لكن هذه هيالحقيقة حسب ما أكدته الدراسات:

1384885243500.cached
وللتأكد من ذلك..

صدرت دراسة عام 2010 تمت على 700,000 مراهق سويدي بأعمار لا تتجاوز 16 سنة، ووجدت احتمالاً كبيراً للإصابة بالاضطراب العقلي المسمى (ثنائي القطب) Bipolar disorder لدى المراهقين ذوي القدرات العقلية العالية خلال عقد من الزمن، وهذا يفوق احتمال إصابة أقرانهم ذوي القدرات العقلية الأدنى أربع مرات!

اضطراب ثنائي القطب يتمثل بتأرجح في المزاج ما بين السعادة الشديدة، والكآبة المفرطة، ووجد الباحثون أن الأفكار العظيمة البناءة تظهر لدى مثل هؤلاء الأشخاص عند الفترة التي يخرجون فيها من الكآبة المفرطة، ويفسر هذا بشكل أساسي بالارتباط بين دارات الدماغ المسؤولة عن الإبداع وتلك الأخرى المسؤولة عن الظواهر المرضيّة أو تأرجح المزاج.
بحثاً عن التفسير..

أشارت أغلب الظنون التي حاولت تفسير مثل هذه الظاهرة أن المصابين بمثل هذه الاضطرابات العقلية لا “يصنفون” الأحاسيس في أدمغتهم كما يحدث لدى الشخص العادي، أي أنهم لا يأخذون مجمل الفكرة ليعطوا جواباً أو رداً إجمالياً، وإنما يتناولون كل التفاصيل التي قد تخطر أو لا تخطر على بالك، ويعود هذا لمشكلة في المهاد، المسؤول الأول عن تلقي الأحاسيس وتصنيفها بين هام وثانوي، فعند اضطراب وظيفته يستقبل الدماغ جميع الواردات الحسية ويحللها حتى أبسط الأمور.

لذلك تصدر عن هؤلاء الأشخاص في بعض الأحيان أفكار عميقة لا يلاحظها الشخص العادي لأنَّ دماغه معتاد على تجاهل الكثير من الأحاسيس دون إدخالها مرحلة الوعي، باختصار نستطيع القول أنهم يتمتعون بحساسية عالية، فأبسط الأفكار قد تثير في أدمغتهم عواصف من الإبداع والانفعالات والارتباطات المختلفة.

brain-imaging

وكمثال على هذه القدرات، إذا طلبنا من شخص يعاني القليل من هذا الاضطراب أن يذكر لنا ما يخطر في باله من كلمات لها ارتباط مع كلمة معينة كــ(زهرة)، فإنه يستطيع ذكر ثلاثة أضعاف ما يذكره الشخص العادي من كلمات، مما يبين بوضوح قدرته الفذة على ربط الأشياء ببعضها وفهم العلاقات المعقدة بين الحوادث أو غيرها، وهو ما يمكن أن يكون تعريفاً للعبقرية التي أعتبرها –حسب وجهة نظري– قدرة غير مألوفة على ربط وفهم العلاقات المختلفة ومن ثم الحصول على نتائج غير مسبوقة.

لا تنسَ عزيزي القارئ أن هذا ليس قاعدة عامة، كل ذلك يندرج ضمن قائمة الاحتمالات، ولا شك أنك رأيت في حياتك الكثير من العباقرة الذين لا يعانون أي مشاكل مما ذكرت.
ناحية أخرى..

بالمقابل هناك دراسات تدخل في مجرى آخر، لتربط ما بين الكآبة (التي تعد إحدى الاضطرابات العقلية) ومستوى الـ IQ المنخفض، حيث تبين أن الأشخاص الذين يتمتعون بقدرات عقلية عالية أكثر سعادة ورضا في حياتهم من نظرائهم ذوي القدرات المنخفضة، حيث أن معدل الـ IQ  يؤثر بالطبع على التحصيل العلمي لكلٍّ منا، ويقيم كفاءة عملنا، حيث تبين أن نشاط الفص الدماغي الجبهي المسؤول عن العمليات الدماغية المعقدة وجودة الأداء التنفيذي للشخص يكون منخفضاً لدى هؤلاء الذين يعانون الكآبة، وبناء عليه تنخفض انتاجيتهم في المجتمع ويصبحون في كثير من الأحيان عاطلين عن العمل، مما يمنع من قدرتهم على متابعة حياتهم مع عائلاتهم، وتتقطع العلاقات الاجتماعية لديهم، دخلهم منخفض، وحياتهم فوضى، إذاً لديهم الكثير من الأسباب التي قد تدفعهم للاكتئاب.

600px-Homeless_Man

لا تزال الأبحاث بهذا الشأن متواصلة ولم نستطع حتى الآن الوصول إلى جواب نهائي، فالدماغ البشري شديد التعقيد، ومتفرع الحالات، لكنني قدمت إليكم آخر ما استطاعت الأبحاث الوصول إليه وتفسيره، وبغض النظر عن وجود ارتباط بين العبقرية والجنون أو عدم وجوده، فإن هذه الحقائق يجب أن تبث فينا الوعي إلى أن هؤلاء العباقرة الذين لا تحبون الاختلاط بهم لا شأن لهم فيما أصبحت عليه شخصيتهم، فهذا ما يحصل داخل رؤوسهم دون إرادة منهم.

تجارب نفسية مثيرة تكشف بعضاً من مكنونات النفس البشرية

تأتي بعض التجارب النفسية المعدة لقياس دوافع البشر وسلوكياتهم بنتائج قد تكون صادمة لنا في كثير من الأحيان؛ إذ تكشف عن طباع غريبة وعدائية قد تتضمنها النفس البشرية، هذه الصفات والطباع قد تؤدي لعواقب وخيمة على علاقات البشر ببعضهم البعض إذا ما قومت بطريقة صحيحة.

هنا نرصد لك بعض التجارب النفسية التي كشفت لنا شيئاً عن حقيقة النفس البشرية..
تجربة الانصياع والطاعة لميلغرام

كان الهدف من التجربة قياس مدى استعداد المشاركين فيها لإطاعة سلطة تأمر بتنفيذ ما يتناقض مع ضمائرهم. أعد التجربة عالم النفس الأمريكي ستانلي ميلغرام، وفيها تم جمع المشاركين من خلال إعلان نشر في أحد الجرائد لطلب أفراد للمشاركة في دراسة تجريها إحدى الجامعات، كان المشاركون عبارة عن مجموعة من الرجال ما بين 20 ـ 50 عاماً ينتمون إلى مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية.

قبل دخول غرفة الاختبار للبدء بالتجربة، يتقدم المشرف E من المشارك T والممثل L ويخبرهما بهدف آخر بعيد عن الهدف الأساسي للدراسة، وهو أن الاختبار يهدف لقياس “أثر العقاب في التعلم”، ومن خلال إجراء قرعة وهمية يتم اختيار المشارك للقيام بدور المعلم.

بعدها يتم وضع المشارك والممثل في غرفتين متجاورتين بحيث يتواصلان بالكلام فقط، ومن خلال صعقات كهربائية تصل إلى 45 فولت، يعاقب بها المشارك المتعلم، رغم اعتراف الأخير أنه يعاني من بعض المشاكل الصحية البسيطة في القلب.

في أولى مجموعة تجارب أجراها ميليغرام وصل 65% من المشاركين، وكانوا 27 مشارك من أصل 40 إلى الصعقة القصوى 450 فولت في تعذيب الشخص الآخر، إضافة إلى أنه لم يبادر أحد من الذين رفضوا إكمال الاختبار بالمطالبة بإلغاء الاختبار، كما لم يقم أي واحد منهم بمغادرة الغرفة للتحقق من سلامة الشخص الآخر بدون أن يطلب الإذن بذلك.

يفسر ميلغرام نتائج تجربته بأنها تشرح كيف أنه وبإمكان أي مواطن عادي أن يسبب آلاماً لأشخاص قد لا يعرفهم، لسبب بسيط وهو أنه يتلقى الأوامر من المسؤول، تخلي فيها تلك الأوامر مسؤوليته ويأمن فيها عدم معاقبته على فعلته.

سجن ستانفورد

قامت البحرية الأمريكية بتمويل هذه الدراسة بهدف فهم الصراعات في نظام السجن لديها. تم الإعلان عن التجربة في الجرائد؛ للحصول على مشاركين مقابل 15$ مقابل كل يوم، جاء غالبية المشاركين من البيض، الذكور، ومن الطبقة الوسطى، وكان جميعهم طلاب في المرحلة الجامعية.

 ولمحاكاة الحياة داخل السجن، قسمت المجموعة عشوائياً إلى مجموعتين متساويتين من مساجين وحراس.

    «يمكنكم أن تولدوا إحساساً بالخمول لدى السجناء، ودرجة ما من الخوف، من الممكن أن توحوا بشيء من التعسف يجعلهم يشعرون بأنكم وبأن النظام وبأننا جميعاً نسيطر على حياتهم، لن تكون لهم خصوصيات ولا خلوات، سنسلبهم من شخصياتهم وفرديتهم بمختلف الطرق. بالنتيجة سيقود كل هذا إلى شعور إلى فقدان السيطرة من طرفهم، وبهذا الشكل سوف تكون لنا السلطة المطلقة ولن تكون لهم أي سلطة»

هذا ما قاله فيليب زيمباردو – قائد فريق البحث – للحراس قبل البدء بالتجربة، ولكن سرعان ما خرج الاختبار عن السيطرة. إذ عانى السجناء واحتملوا ممارسات سادية لا تحتمل على أيدي هؤلاء الحراس.

تجربة الامتثال والانصياع لآش

في تجربة لدراسة “تأثير الجماعة على الفرد” أو “ضغط النظائر” Peer pressure، لمعرفة حد الضغط الذي تحدثه مجموعة على الفرد، وكيف ينسجم هذا الفرد مع المجموعة إذا رأى انه يشذ عنها، مما يدفعه إلى عمل نفس الفعل أو اعتناق نفس الفكر الذي تتبعه المجموعة لينضم إليها ويجاريها.

قام العالم النفسي البولندي “سولومون أسش Solomon Asch” بنشر عدد من نتائج التجارب والدراسات. دراسات بينت بشكل مذهل الأثر العظيم الذي يحدثه رأي الأغلبية في التأثير على المجتمع. تجارب آش التي سميت باسمه، يستند إليها كثيراً في تعريف هذا الفرع المتخصص في دراسة أثر الجماعة من علم النفس الآن.

وفي تجربة أخرى، سنرى في الفيديو التالي فكرة مشابهة لنفس فكرة هذه الدراسة، إذ تقوم إحدى الفتيات داخل صالة الانتظار التابعة لأحد العيادات، بتقليد المجموعة من حولها، حتى لا تلبث أن تعتنق هذا الفعل الذي اعتادت القيام به لوحدها، كما لو أنه تقليد أو قانون لا بد من القيام به.

تجربة دمية كلارك

في عام 1939 قام الدكتور كينيث كلارك وزوجته، بإجراء تجربة على أطفال من العرق الأسود. تقوم فكرة هذه التجربة بوضع دميتين إحداهما بيضاء والأخرى سوداء أمام الأطفال وطرح أسئلة محددة عليهم كـ: ما الدمية المفضلة لديك؟ ما الدمية التي تحب أن تلعب معها؟ ما الدمية التي تبدو شريرة؟

أظهرت نتيجة التجربة أن غالبية الأطفال فضلوا الدمية البيضاء على تلك السوداء، ساهمت هذه التجربة في إقناع المحكمة العليا الأمريكية، أن التفرقة القائمة على أساس العرق واللون في أمريكا أمر ضد القانون، وذلك كمحاولة لإلغاء العنصرية بشكل تام.

تجربة روزنهان

في عام 1973 نشرت إحدى المجلات العلمية مقالاً بعنوان “أن تكون عاقلاً في مكان للمجانين”، يصف المقال التجربة التي قام بها عالم النفس الأمريكي ديفيد روزنهان؛ لمعرفة مدى قدرة الأطباء النفسيين على تمييز الشخص السليم من ذلك الذي يعاني من مشاكل نفسية.

قامت التجربة على جزأين، في المرحلة الأولى قام الفريق الأول والمكون من مجموعة من الأطباء بما فيهم الدكتور زونهان نفسه، بزيارة عدة مصحات نفسية وادعاء الجنون، وبالفعل اقتنع الأطباء بما قاله هؤلاء وأدخلوا جميعاً إلى المصحة.

 بعد ذلك قام الفريق بإقناع الأطباء بأنهم معافين، ولكن لم يصدقهم أحد، وتم الإبقاء عليهم داخل المشفى لمدة 19 يوماً ولم يسمح لهم بالخروج إلا بعد الإقرار بأنهم مرضى.

أما الفريق الثاني فكان عبارة عن مجموعة من الأطباء النفسيين طلب منهم تمييز المرضى النفسيين من مدعي المرض النفسي، ومع ذلك فشلوا فشلاً ذريعاً.

خلصت الدراسة إلى أنه من الصعب التمييز بين الأصحاء والمرضى الحقيقيين داخل المصحات النفسية، وإلى ضرورة تطوير التعليم بالطريقة التي تجعل الأطباء النفسيين لا يجردون المرضى من إنسانيتهم ويتعاملون مع مشاكلهم الصحية بطريقة أكثر وعياً.
تجربة تأثير المتفرج

“متلازمة جينوفيز” أو “سلبية المارة” Bystander Effect، ظاهرة نفسية اجتماعية تظهر فيها علاقة عكسية بين عدد المارة واحتمالية مساعدتهم لشخص ملقى على قارعة الطريق، فكلما زاد عدد المارة قلت احتمالية مد يد العون لهذا الشخص.

بعد حادثة الاعتداء الشهيرة التي وقعت ضحيتها كيتي جينوفيز عام 1964، قرر كل من جون دارلي وبيب لاتنيه القيام بتجارب عدة لدراسة سلبية المارة ولمعرفة الأسباب التي تدفعهم إلى لامبالاة عند مرورهم بشخص يحتاج المساعدة. أظهرت النتائج أن الأسباب تكون في كثير من الأحيان بسبب الغموض وعدم وضوح سبب وقوع الحادثة، وقوع الحدث في مكان لا يعرفونه، أو المظهر الاجتماعي للشخص الذي طلب المساعدة.

عديدة هي التجارب التي تكشف عن أفعال لا إنسانية قد تصدر منا نحن البشر، لذا كان من الضروري العمل على تقويم وتوجيه هذه السلوكيات لما فيه من مصلحة للفرد ذاته وللمجتمع من حوله.

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More